فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأعراف: الآيات 199- 200]

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}.

.الإعراب:

{خذ} فعل أمر، والفاعل أنت {العفو} مفعول به منصوب الواو عاطفة {أمر} مثل خذ {بالعرف} جارّ ومجرور متعلّق بـ {اومر}، الواو عاطفة {أعرض عن الجاهلين} مثل اومر بالعرف، والجارّ والمجرور متعلّق بـ {أعرض} وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {خذ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اومر...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أعرض...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الواو عاطفة أن حرف شرط جازم {ما} حرف زائد ينزغنّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. والنون للتوكيد والكاف ضمير مفعول به {من الشيطان} جارّ ومجرور متعلّق بـ {ينزغنّك}، {نزغ} فاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط استعذ باللّه مثل اومر بالعرف، والجارّ متعلّق باستعذ، أن حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ {سميع} خبر إنّ مرفوع {عليم} خبر ثان مرفوع.
وجملة: {ينزغنّك... نزغ} لا محلّ لها معطوفة على جملة خذ.
وجملة: {استعذ...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنه سميع...} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{العرف}، اسم بمعنى المعروف من الأشياء، وزنه فعل بضمّ فسكون.
{نزغ}، مصدر سماعي لفعل نزغ ينزغ باب فتح وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
{فاستعذ}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الكلمة في الأمر وزنه استفل.

.البلاغة:

1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ} والمراد اعف عنهم، حيث شبه العفو بأمر محسوس يطلب فيؤخذ.
2- فن الانسجام: في قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ} إلى آخر الآية، حيث أعجب العرب كثيرا بهذه الآية لما فيها من سهولة سبك، وعذوبة لفظ، وسلامة تأليف، مع ما تضمنته من إشارات بعيدة، ورموز لا تتناهى، وأطلقوا على هذا النوع من الأساليب اسم فنّ يقال له الانسجام، وهو أن يكون الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم، حتى يكون للجملة من المنثور وللبيت من المنظوم وقع في النفوس، وتأثير في القلوب.

.الفوائد:

إعجاز القرآن:
1- أعجب عشاق البيان بقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ} لما فيها من إعجاز وإيجاز ولما فيها من عذوبة جرس، ووضوح بيان.
ولأنها ترمز ولا تشرح، وتجمل ولا تفصل، وللبلغاء في هذا الضرب من البلاغة مذاهب، وقد أطلقوا عليه اسم فن الانسجام. ولندع هذا الفن، ولننتزع فائدتنا من موضوع هذه الآية، فقد كانت ولا تزال شغل أرباب الاجتهاد الشاغل إذ في قوله: {خُذِ الْعَفْوَ} مبدأ من مبادئ التشريع في الإسلام، وهو التيسير وعدم التعسير. وثمة إشارات كثيرة في هذا الصدد، يتناولها ذوو الرأي والاجتهاد بالتحقيق والتمحيص.
وفي قوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} إشارة صريحة إلى اعتبار العرف في الأحكام الشرعية، واحترام العادة في التعامل، ما لم يعارضهما نص صريح من القرآن أو الحديث.
وفي اعتبار العرف في الشرع، والأخذ برفع الحرج عن المسلمين، خلاف وتفصيل طويل بين أئمة الاجتهاد، فمن شاء فعليه بكتب الفقه والأصول، ففيهما ريّ وشفاء لذي الغلة الصادي.
وأما ما في الآية من الانسجام فيدفعنا إلى استعراض هذه الأبيات لصفي الدين لما فيها من بالغ الانسجام:
قالت: كحلت الجفون بالوسن ** قلت: ارتقابا لطيفك الحسن

قالت: تسلّيت بعد فرقتنا ** قلت: عن مسكني وعن سكني

قالت: تشاغلت عن محبتنا ** قلت بفرط البكاء والحزن

قالت: تخلّيت، قلت: عن جلدي ** قالت: تغيّرت قلت في بدني

إلى أن قال:
انحلتني بالبعاد عنك فلو ** ترصدتني العيون لم ترني

وقيل ان بعض الأدباء اجتاز بدار الشريف الرضي، وقد جار عليها الزمان، وأذهب بجهتها، وأخلق ديباجتها، ولكن بقايا رسومها تشهد لها بالنضارة، فوقف متعجبا من صروف الزمان متمثلا بهذه الأبيات:
ولقد وقفت على ربوعهم ** وطلولها بيد البلى نهب

فبكيت حتى ضحّ من لغب ** نضوي وعجّ بعذلي الركب

وتلفّتت عيني فمذ خفيت ** عنّي الطلول تلفّت القلب

فمرّ به امرؤ فقال: أتعرف لمن هذه الأبيات؟ قال: لا: قال: واللَّه إنها لصاحب هذه الدار، فوقفنا معتبرين، وعلى الدار وصاحبها مترجمين... فمن كان ذا عجب فليعجب لهذه المصادفة.

.[سورة الأعراف: الآيات 201- 203]

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}.

.الإعراب:

{إن} مثل السابق {الذين} موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ {اتّقوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل {إذا} ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب تذكّروا أو بمضمونه أي تبصّروا بعد التذكّر مسّ فعل ماض وهم ضمير مفعول به {طائف} فاعل مرفوع {من الشيطان} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لطائف {تذكّروا} مثل {اتّقوا} الفاء عاطفة إذا فجائيّة {هم} ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع {مبصرون} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: {إنّ الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّقوا} لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {مسّهم طائف...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تذكّروا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: الشرط وفعله وجوابه في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {هم مبصرون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
الواو عاطفة إخوان مبتدأ مرفوع وهم ضمير مضاف إليه، يمدّون مضارع مرفوع... والواو فاعل، هم ضمير مفعول به، {في الغيّ} جارّ ومجرور متعلّق بيمدّون، ثم حرف عطف لا نافية {يقصرون} مضارع مثل يمدّون.
وجملة: {إخوانهم يمدّونهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين اتّقوا...
وجملة: {يمدّونهم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: {لا يقصرون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يمدّونهم.
الواو عاطفة {إذا} ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بـ {قالوا}، {لم} حرف للنفي والجزم والقلب تأت مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة وهم ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {بآية} جارّ ومجرور متعلّق بتأت، {قالوا} مثل اتّقوا {لولا} حرف تحضيض بمعنى هلّا اجتبيت فعل ماض مبنيّ على السكون..
والتاء فاعل وها ضمير مفعول به {قل} فعل أمر، والفاعل أنت {إنّما} كافّة ومكفوفة {أتّبع} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {يوحى} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل الشياطين وهو في اللفظ خبر عن الإخوان.. هذا قول الجمهور وعليه تفسير الطبريّ.. وقال الزمخشريّ هو أوجه لأن إخوانهم في مقابلة الذين اتّقوا..
وهناك من المفسّرين من يجعل لفظ الإخوان هم الشياطين ويجعل الضمير المضاف إليه الجاهلون أو غير المتّقين... فالخبر على الوجه جارّ على من هو له في المعنى وهو قول قتادة.
هو، وهو العائد، {إليّ} حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يوحى}، من ربّ جارّ ومجرور متعلّق بحال من النائب الفاعل، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه ها حرف تنبيه ذا اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {بصائر} خبر مرفوع من ربّ جارّ ومجرور متعلّق بنعت لـ {بصائر} وكم مضاف إليه الواو عاطفة في الموضعين {هدى} {رحمة} لفظان معطوفان على بصائر مرفوعان، وعلامة الرفع في هدى الضمّة المقدّرة على الألف {لقوم} جارّ ومجرور متعلّق برحمة {يؤمنون} مثل يمدّون.
وجملة: {لم تأتهم...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {اجتبيتها} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أتّبع...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يوحى إليّ...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {هذا بصائر...} لا محلّ لها استئناف في حيز القول.
وجملة: {يؤمنون} في محلّ جرّ نعت لقوم.

.الصرف:

{طائف}، اسم فاعل من طاف الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد قلب حرف العلّة- وهو الواو عين الكلمة- إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل الساكنة.
{مبصرون}، جمع مبصر، اسم فاعل من أبصر الرباعي وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.الفوائد:

1- لولا حرف امتناع للوجود، وقد عولج شأنها سابقا فعاود مراجعتها ففي الإعادة إفادة.

.[سورة الأعراف: آية 204]

{وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {إذا} مثل السابق متعلّق بمضمون الجواب {قرئ} فعل ماض مبنيّ للمجهول {القرآن} نائب الفاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط استمعوا فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل الواو عاطفة {أنصتوا} مثل استمعوا لعلّ حرف ترجّ ونصب- ناسخ- وكم ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ {ترحمون} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
جملة: {قرئ القرآن} في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه استئناف.
وجملة: {استمعوا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أنصتوا..} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: {لعلّكم ترحمون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {ترحمون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.[سورة الأعراف: آية 205]

{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (205)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {اذكر} فعل أمر، والفاعل أنت رب مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه في نفس جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في ربّك والكاف مثل الأول {تضرّعا} مفعول لأجله منصوب، الواو عاطفة {خيفة} معطوفة على {تضرّعا} منصوب الواو عاطفة {دون} ظرف منصوب متعلّق بحال معطوفة على الحال الأولى- في نفسك- {الجهر} مضاف إليه مجرور {من القول} جارّ ومجرور متعلّق بحال من الجهر- أي دون الجهر كائنا من القول- {بالغدوّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {اذكر}، الواو عاطفة {الآصال} معطوفة بالواو على الغدوّ مجرور الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة {تكن} مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت {من الغافلين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكن، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {اذكر...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق.
وجملة: {لا تكن...} لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر.

.الصرف:

{خيفة}، مصدر سماعيّ لفعل خاف يخاف، وزنه فعلة بكسر فسكون، وفيه أعلال بالقلب أصله خوفة- بكسر الخاء وسكون الواو- لأن الألف أصلها واو وقد ظهرت في المصدر الخوف، فلمّا كسر ما قبلها قلبت ياء.
{الغدوّ}، جمع غدوة بضمّ الغين وسكون الدال- من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس- وزنه فعلة ووزن الغدوّ فعول بضمّ الفاء ودغمت فيه الواو الزائدة مع لام الكلمة.
{الآصال}، جمع أصيل وهو من العصر إلى المغرب، وزنه فعيل، ووزن آصال أفعال، والمدّة في آصال أصلها همزتان الأولى متحرّكة بالفتحة والثانية ساكنة أأصال.